إذا دخلت أي مقهى أو متجر للأطعمة الصحية، من المؤكد أنك ستجد هذا الشاي الأخضر المجفف. يُخلط هذا الشاي مع اللاتيه والحليب المخفوق والمشروبات الغازية والشوكولاته الساخنة والعصائر، وحتى مع الحلويات مثل الآيس كريم والبراونيز. ويوصي به كثيرون بوصفه «أحد الأطعمة الخارقة (Super Food)» المفعمة بمضادات الأكسدة التي يمكن أن تمنع السرطان، وتحسِّن الذاكرة وتقلل من التوتر والقلق. وتعد هذه المزايا وحدها كافية لإقناع أي شخص تقريباً بتناول الـ«ماتشا». إلا أن السؤال هنا: هل يرقى «ماتشا» في الواقع إلى مستوى هذا الضجيج المثار حوله؟
«ماتشا»، نوع من الشاي الأخضر يمد الجسم بالطاقة، وله جذور تقليدية في احتفالات الشاي باليابان، وقد أصبح شائعاً في الولايات المتحدة وأماكن أخرى. ويأتي من نفس نبات (كاميليا صينية) مثل أنواع أخرى من الشاي تحوي الكافيين، ويُزرع بطريقة غير اعتيادية، حيث يُظلل نبات الشاي لحمايته من أشعة الشمس المفرطة في الجزء الأكبر من فترة نموه؛ حتى يتمكن من إنتاج مزيد من الأحماض الأمينية والمركبات النشطة بيولوجياً، مثل الكلوروفيل والثيانين. وبمجرد حصاد الأوراق، تُطحن وتُحول إلى مسحوق ناعم.
- هل لـ«ماتشا» فوائد صحية؟
في حين أن أوراق الشاي الأخضر الأخرى عادةً ما تُنقع بالكامل في الماء الساخن، فإن مكونات «ماتشا» تكون أكثر تركيزاً من حيث المكونات؛ لأنها مصنوعة من أوراق الشاي الكاملة المطحونة.
وعلى الرغم من أن مسألة البحث في فوائد «ماتشا» الصحية ليست نهائية، يرى خبراء أن الـ«ماتشا» يحوي كميات كبيرة من المركبات المفيدة المحتملة. وفي ما يخص مضادات الأكسدة، فإنه مع تقدمنا في العمر أو عندما نتعرض لعناصر في البيئة، مثل الأشعة فوق البنفسجية أو المواد المسرطنة، ينتهي بنا المطاف بأنواع من الأكسجين التفاعلي، التي تسبب أضراراً مثل إتلاف أغشيتنا الخلوية. وتحول مضادات الأكسدة، المتوفرة بكثرة في شاي «ماتشا»، وهي مواد «تحيد» تلك الجزيئات الضارة، دون «سلسلة كاملة من الأحداث الضارة». وعليه، فإن شاي «ماتشا» قد يساعد نظرياً في حماية خلايا الجسم من التلف، ويقلل من مخاطر الإصابة ببعض المشكلات الصحية مثل أمراض القلب أو السرطان، رغم أن هذا الأمر لم يثبت على أرض الواقع بعد.
يحوي «ماتشا» عنصراً آخر هو «إل ثيانين»، وهو حامض أميني فريد من نوعه، ويوجد في الشاي وبعض أنواع عيش الغراب، وهو مكون آخر من مكونات «ماتشا» الذي يسلط عليه خبراء الضوء باعتباره يحمل فوائد للصحة. ومع ذلك، فإن الأدلة على أرض الواقع الداعمة لهذه الفكرة ضعيفة. وأشارت بعض التجارب إلى أن «إل ثيانين» ربما يحسن مستوى الأداء المعرفي ويقلل مستوى التوتر. إلا أن خبراء أشاروا إلى أنه لم يجر في هذا الصدد سوى دراسات على الحيوانات، وتجارب قليلة على البشر.
يضم «ماتشا» كذلك مادة الكافيين، وفي حين أن غالبية الناس لا يفكرون في الفوائد الصحية عند تناولهم فنجان القهوة الصباحي، فإن الأدلة العلمية على فوائده الصحية قوية إلى حد ما. على سبيل المثال، يمكن للكافيين أن يعزز الوظائف الإدراكية واليقظة ومستوى التمثيل الغذائي. وارتبط الاستهلاك المنتظم للقهوة ـ المصدر الرئيسي للكافيين للبالغين داخل الولايات المتحدة ـ بانخفاض مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب وأمراض الكبد والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر.
- هل شاي الـ«ماتشا» صحي؟
ركز قليل من الدراسات بشكل خاص على الفوائد الصحية التي يحملها «ماتشا»، لذلك من الصعب الجزم بذلك. ومع هذا، يحظى العلماء بفهم جيد إلى حد ما لفوائد الشاي الأخضر. وهناك الكثير من الأبحاث حول الشاي الأخضر، وتشير الأدلة الشاملة إلى أنه مشروب صحي. وعلى الرغم منه أنه لا تتوفر أدلة مماثلة في ما يخص شاي «ماتشا»، فإنه نظراً لأن «ماتشا» يحوي نفس مكونات الشاي الأخضر، بتركيزات أعلى بكثير، فقد يكون من الآمن استنتاج أنه يوفر نفس الفوائد.
وفي حين أن «ماتشا» يعتبر آمناً بشكل عام، فمن المحتمل أن يتجنبه بعض الأشخاص ـ بما في ذلك أولئك الذين يجب عليهم الحد من تناول الكافيين بسبب حالة صحية ما- وإذا كان المرء عرضة لعدم انتظام ضربات القلب أو إذا كان يعاني من أمراض القلب، فإن شاي الـ«ماتشا» قد يكون ضاراً له. وقد يرغب الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه الكافيين في تجنب «ماتشا»؛ لأنه قد يسبب القلق ويؤثر سلباً على النوم.
بشكل عام، يمكن أن يمثل شاي «ماتشا» إضافة صحية إلى نظامك الغذائي، طالما أنك على دراية بكمية السكر والمكونات غير الصحية الأخرى التي تستهلكها معه.
الملاحظ أن كمية السكر والقشدة التي يضيفها الناس إلى كمية القهوة أو الشاي التي يتناولونها يومياً أصبحت هائلة، لدرجة أنها تقوض بالفعل الفوائد الصحية للمشروب. وإذا كنت تتناول الكثير من الوجبات السريعة أو تدخن السجائر بانتظام، فلا تتوقع أن يقاوم «ماتشا» تأثير مثل هذه الاختيارات غير الصحية.
ركز قليل من الدراسات بشكل خاص على الفوائد الصحية التي يحملها «ماتشا»، لذلك من الصعب الجزم بذلك. ومع هذا، يحظى العلماء بفهم جيد إلى حد ما لفوائد الشاي الأخضر. وهناك الكثير من الأبحاث حول الشاي الأخضر، وتشير الأدلة الشاملة إلى أنه مشروب صحي. وعلى الرغم منه أنه لا تتوفر أدلة مماثلة في ما يخص شاي «ماتشا»، فإنه نظراً لأن «ماتشا» يحوي نفس مكونات الشاي الأخضر، بتركيزات أعلى بكثير، فقد يكون من الآمن استنتاج أنه يوفر نفس الفوائد.
وفي حين أن «ماتشا» يعتبر آمناً بشكل عام، فمن المحتمل أن يتجنبه بعض الأشخاص ـ بما في ذلك أولئك الذين يجب عليهم الحد من تناول الكافيين بسبب حالة صحية ما- وإذا كان المرء عرضة لعدم انتظام ضربات القلب أو إذا كان يعاني من أمراض القلب، فإن شاي الـ«ماتشا» قد يكون ضاراً له. وقد يرغب الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاه الكافيين في تجنب «ماتشا»؛ لأنه قد يسبب القلق ويؤثر سلباً على النوم.
بشكل عام، يمكن أن يمثل شاي «ماتشا» إضافة صحية إلى نظامك الغذائي، طالما أنك على دراية بكمية السكر والمكونات غير الصحية الأخرى التي تستهلكها معه.
الملاحظ أن كمية السكر والقشدة التي يضيفها الناس إلى كمية القهوة أو الشاي التي يتناولونها يومياً أصبحت هائلة، لدرجة أنها تقوض بالفعل الفوائد الصحية للمشروب. وإذا كنت تتناول الكثير من الوجبات السريعة أو تدخن السجائر بانتظام، فلا تتوقع أن يقاوم «ماتشا» تأثير مثل هذه الاختيارات غير الصحية.
إذا طورت عادة استهلاك الـ«ماتشا» بانتظام، فقد تجني بعض الفوائد الصحية على المدى الطويل، لكن إذا قمت فقط برش القليل من مسحوق الـ«ماتشا» فوق آيس كريم الشوكولاته، فمن غير المحتمل أنه سيحقق الكثير.
المصدر نيويورك تايمز